هل عدم نُصح المحدثين وإقرارهم أو السكوت عنهم يستحق اللعنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لعنالله من آوى محدثا ؟
الاحابة
نعم . من آواه يعني منع الوصول إليه ، من منع من وجب عليه حد شرعي كحد القصاص ، حد السرقة ، حد القتل ، فالذي يؤويه ويمنع من إقامة العدل فيه هذا ملعون : لعن الله من آوى محدثا فيجب التعاون على تنفيذ أحكام الله عز وجل وتنفيذ حدوده لأنها رحمة للمسلمين وتطهير للمجتمع وعمارة للأرض كما في الحديث : لحد يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين صباحا ، فالحدود من رحمة الله بالمسلمين ، ولا يجوز لأحد أن يعترضها ، ولا أن يشفع فيها إذا بلغت الحدود السلطان ، فلعن الله الشافع والمشفع ، ولما أراد أسامة بن زيد حِب الرسول صلى الله عليه وسلم وابن حِبه أراد أن يشفع لامرأة وجب عليها حد السرقة وقطع يدها وجاء أهلها إلى أسامة يطلبون منه الشفاعة عند الرسول صلى الله عليه وسلم فلما كلَّم الرسول في ذلك غضب عليه وقال : أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، لا يجوز إيواء المحدث ولا الشفاعة فيه ولا التستر عليه الذي يُضِر بنفسه أولا ويُضِر بالمسلمين . نعم .