عند التعزية يأتي المعزون من بعض المناطق لتعزية قريبهم، ويقوم أهل الميت بإعداد وليمة الغداء والعشاء أثناء تواجدهم خلال أيام العزاء، الضابط في ذلك شيخ ؟ وكيف نتعامل مع هؤلاء الذين أتوا من مناطق مختلفة؟
الاحابة
ـ العزاء مشروع، ولكنه لا يتوقف على الاجتماع ، والإتيان من أماكن بعيدة، وإعداد الطعام للمُجتمعين، كُل هذا مِنَ التكلّف، ومن الآصارِ وَالأَغْلالَ التي مَّا أنَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ، يقولُ أحد الصحابة كُنّا نعدُّ الاِجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ مِن النياحة، صحابة رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانوا يعدونَّ هذا مِنَ النياحة، والنياحَة مُحرّمة، وهي مِن خِصال الجاهلية، والعزاء معناهُ أن تدعو للمُصاب، تقول (جَبَرَ اللهُ مُصيبَتَك)، وأن تدعو للميت (وغَفَر لِميِتِك)، ( أَحْسَنُ اللهُ عَزَاءَك، وغَفَر لِميِتِك، وجَبَرَ اللهُ مُصيبَتَك) هذه هي صيغةُ العزاء
. وأما إعداد أهل الميت الطعام فهذا بِدعَة، والواجِب العَكس أنَّ الناس يُعِدونَ الطعام بِقدرِ حاجةِ أهل الميت، ويُقدمونهُ لهم بقدرِ حاجتهم، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لمّا جاءَ نَعيُّ جعفر بن أبي طالِب- رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ- قالَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأهلهِ اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإنهم أَتَاهُمْ مَا يُشْغِلُهُمْ فيُصنَع طعام مِن غيرِ أهل الميت، يُصنَع طعام لأهلِ الميت بقدرِ حاجتهم، ولا يُصنَع طعام يُقدّم للمجتمعين، الذين يبقون ثلاثة أيام مجتمعين ويكلفون المُصابين بخدمتهِم واستقبالِهِم، واستقبال الذين يأتونَّ إليهم، كل هذه ما أنزل اللهُ بها من سُلطان، والتعزيّة مُيسرّة، إذا لقيتَ المُصاب في المقبرَة، أو في المكتب، أو في المسجد تُعزيه، تقول أحسن الله عزاءَك وجَبَرَ اللهُ مُصيبَتَك وغَفَرَ لميِتِك، أو تتصل عليهِ بوسائِل الاتصال من جوالٍ وتلفونٍ وغير ذلك، وتُعزيهِ بذلك، ولا حاجة إلى الاجتماع وإلى الوفود وإلى وإلى